ريتشارد قلب الأسد أعظم ملوك أنجلترا
أشتهر كثيرا ريتشارد قلب الأسد لدى العرب خاصة عندما بدأت رحلات الحملات الصليبيه على المشرق العربي واحدة تلو الأخرى وكان لريتشارد قلب الأسد دورا كبيرا في هذه الرحلات الصليبية والتي كانت تمثل الكابوس الكبير لدى كل عربي وعندما علم العرب بقدوم ريتشارد إليهم أمتلك الخوف قلوبهم جميعا .
أننا لن نتحدث عن ملك لأنجلترا في عصر من العصور بل نتحدث عن قائد عظيم له القدره على قيادة جيوشه في حروب قوية ووضع خطط حربية كما كان رجل قوي البنية مرعب بحق .
أستطاع هذا الملك الجسور الملقب بالأسد بسبب شجاعته وقوته أن يحكم أنجلترا من عام 1189 إلي عام 1199 في وقت أصبحت أنجلترا فيه من أشد وأقوى بلدان العالم ويعود الفضل لهذا الفارس القوى ريتشارد قلب الأسد .
عند بداية حكم ريتشارد قلب الأسد قامت مذبحة في أنجلترا كبيرة جدا سميت بمذبحة اليهود وفيها كانت الأحتفالات قائمة بالملك الجسور ريتشارد قلب الأسد وكان اليهود غير راضيين عن هذا الحاكم وهذه الأحتفالات فقاموا بالأمتناع عن حضور أحتفالات التتويج بالملك الجديد ومن هنا خرج المسيحيون يطوفون الشوارع بجنون كبير وقاموا بقتل كل من وجدوه أمامهم من يهودي ومن هنا خرج جميع اليهود إلي أحد القلاع الكبيرة وحاولوا الأختباء بها ولكن أستطاع المسيحيون معرفة مكان اليهود وقاموا بالهجوم على تلك القلعة وقاموا بمحاصرتها ولكن اليهود تشبسوا ولكن بدون فاعلية ومن هنا قرر اليهود قتل أولادهم وقتلوا أنفسهم وقاموا برمي الدماء على المسيحين المحاصرين القلعة وكانت مذبحة كبيرة لليهود في أنجلترا ولكن لا احد يعلم إذا كانت هذه المذبحة الملك ريتشارد له دور بها أم لا .
قامت الحملات الصليبية على بيت المقدس بصورة قوية وبشعة من جانب الغرب الأوروبي الذي كان هدفه الأول الوصول إلي كل خيرات بيت المقدس وكانت كل هذه الخطط مدبره من قابل البابوات في أوروبا وعلى أي حال فقد حلت بشاير الحملات الصليبية على العرب وأستطاع الصليبيون من تحقيق الأنتصار على المسلمين وأستطاعوا السيطرة على مملكة بيت المقدس بعدما قاموا بالأستيلاء على العديد من المدن الساحلية وهم في طريقهم إلي مملكة بيت المقدس وكانت أوروبا كلها تعيش في تلك الأعوام في سعادة بالغة نظرا للأعتقاد السائد في أذهانهم أن مملكة بيت المقدس يوجد بها قبر مقدس وهو ما كان الباباوات يوهمون به كل شعب أوروبا الذي كان منتشر فيه الجهل والفساد بدرجات كبيرة جدا , ومرت الأعوام واحدة تلو الأخرى ينعم الصليبيون بحياة الترف والنزاهة في بلاد الشرق والعرب يجهزون أنفسهم من جديد للعودة مره أخرى إلي الحرب وتحقيق الأنتصارات على العدو الصليبي وبعد حوالي ثمانية وثمانون عاما حل على المسلمين القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي الذي أستطاع تغيير الحياة في الشرق العربي ودخل في عدة صراعات مع الصليبيون إلي أن أستطاع أن يعاود مملكة بيت المقدس في أيدي العرب مره أخرى بعد معركة حطين العظيمة والذي أظهر فيها صلاح الدين وجنوده مدى الذكاء والحنكة الحربية التي كان يتمتع بها العربي وكانت هذه الصدمة الكبرى لدى كل صليبي وكانت صدمة عظيمة للباباوات الفاسدون في أوروبا والذي مات أثر سماع هذا الخبر البابا أوربان الثاني وبدأ الباباوات في أوروبا من النزول إلي الشوارع وقاموا بمطالبة الشعب الأوروبي بضرورة التحرك تجاه الشرق العربي لإنقاذ مملكة بيت المقدس من يد صلاح الدين الأيوبي والمسلمين وقد قالوا أن المسلمين أهانوا المسيحية وأنهم يحاولوا تدمير المسيحية وماشابه من أساليب خداعية لكل المسيحيين في أوروبا حتى يجعلوهم أكثر تحمسا لقتال المسلمين .
حل في ذلك الوقت ملك أنجلترا وهو ريتشارد قلب الأسد بعد وفاه والده هنري وكان قلب الأسد على أتم الأستعداد لمواجهة صلاح الدين بل كان أكثر الملوك حماسة في أوروبا ودخل في صلح مع ملك فرنسا وقررا الذهاب لمملكة بيت المقدس لتحريرها من أيدي المسلمين الظالمين على حد قولهم .
بدأت المعارك في الشرق العربي بين ريتشارد قلب الأسد وصلاح الدين الأيوبي وأنتصر ريتشارد تاره وصلاح الدين تاره ولكن كانت قوه وعزيمة صلاح الدين وجيوشه قوية جدا مما ساعدت العرب كثيرا من تحقيق الأنتصار والفوز أكثر من ريتشارد قلب الأسد الذي بدأ في الأنهيار إلي أن تم بين صلاح الدين وريتشارد قلب الأسد صلح عرف بصلح الرملة والذي فرض فيه شروط صلاح الدين ووافق عليها ريتشارد قلب الأسد وقررا أن يتزوج الملك العادل أخو صلاح الدين من أخت ريتشارد قلب الأسد لما كان لهذا الملك العادل حبا لدى قلوب ريتشارد وأعوانه لما كان يمتلكه هذا الرجل من مواقف بطوليه وحكمة كبيرة ومن هنا تم الصلح بين الطرفين بعد معارك دامية .
في هذه الأثناء جائت الأنباء المزعجه إلي ريتشارد قلب الأسد بمحاولة أخيه يوحنا من فرض سيطرته على أنجلترا كاملة وعلى الفور قام ريتشارد بالعود إلي أنجلترا ولكنه في منتصف الطريق شعر بالمرض القليل وتم القبض عليه من قبل الحاكم الروماني هنري السادس وكان ريتشارد بالنسبة لرومانيا صيدا كبيرا قاموا بمساومه ريتشاد على دفع قيمة كبيرة من الفدية لخروجه أمنا وبالفعل دفع ريتشارد هذه القيمة وخرج وعاد إلي بلاده ولكن كانت صحته في تدهور كبير .
وعندما وصل ريتشارد إلي بلاده مره أخرى أستطاع ان يقوم بالقبض على أخيه المتأمر وقام بقتل كل من ساعد أخوه على التأمر على أنجلترا وشعبها وحارب ودافع عن حكمه وملكه وتوج بلقب ملك أنجلترا مره أخرى وأستطاع أن يعيد الأمن والأمان مرة أخرى إلي بلاده وإلي مملكته ولكن في أحد المعارك في عام 1199 والتي كان يشترك فيها ريتشارد قلب الأسد أصابته أحد السهام ومات على أثرها وفقدت أنجلترا أعظم ملوكها في هذا العصر أنه الرجل القوي قلب الأسد .