المصريون سجنوا الحاكم “عثمان بن جقمق” لسكه دنانير أقل من وزنها
شعب
جبار لا يقدر عليه إلا خالقه، فكم من حاكم ظالم حكم الشعب المصرى ولكن دولة
الظلم معهم لا تستمر طويلا، فهم قوم كرهوا الظلم وبطشو بالظالمين ، وصدوا العدوان، ووقفوا
أمام الحاكم الجائر رافضين المهانة دون خوف أو تراجع لرد الظلم ونيل الحق .
ومنذ اليوم الأول لتوليه الحكم واجهتة مُشكلة اقتصادية سببت له الكثير من المتاعب والعقبات ، فقد وجد أن خزائن الدولة خاوية، كما أن المال الذى خلفه له أبوه كان قليلا فى الوقت الذى كان يجب عليه الإنفاق على العسكروالحرب، فاضطر إلى ضرب دنانير ذهبية جديدة ناقصة قيراطين عن الوزن سُميت بالمناصرة وذلك بموافقة القاضى جمال الدين ناظر الخاص.
ولعل هذا الإجراء كان سبب إسقاطه من الحكم، إذ ثار عليه المماليك الأشرفية والسيفية والمؤيدية، بزعامة الأتابك “إينال العلائى” فى نفس العام الذى تولى فيه الحكم، وقاموا بخلعه من السلطنة وبايعوا الأمير إينال بدلا منه.
ولكن السلطان عثمان ظل يقاومهم لمدة أسبوع، فحاصره الشعب فى مقره بالقلعة ومنعوا عنه الطعام والماء، فاضطر إلى الاستسلام فقبض عليه إينال ثم سجنه بالإسكندرية وكانت مدته 40 يوما، وبقى فى سجن الإسكندرية إلى أيام الملك الظاهر “خوش قدم” وأصدر قرار إطلاق سراحه فسكن المدينة.
وانتقل إلى دمياط بعد ذلك خلال حكم الملك الأشرف قايتباى الذى أذن له بالحج، وعاد إلى مصر فأقام فى القاهرة مُعززا مُكرما إلى أن عاد إلى دمياط وتُوفى بها ثم نُقل إلى مصر ودُفن مع والده وعمره أربع وخمسين عاما.