اقدم الزعماء:
في عشرينيات القرن الماضي عثر كل من ( جاي برونتون )
و السيدة ( جرترود كاتون تومبسون) علي بقايا حضارة البداري بصعيد مصر ،
والتي تقع علي الضفة الشرقية لنهر النيل بالاقليم المصري القديم ( سيوت) او
اسيوط حاليا ، وسرعان ما تاكدا انهما امام مصنوعات احدي المراحل الحضارية
المفقودة و الغير معروفة انذاك والتي ترجع لبداية الالف الخامس قبل الميلاد
.
ضمن اكتشافاتهما القبر رقم 5735 بقرية البداري ، والذي يرجع للعام 4000ق .م ، اي للمرحلة الاخيرة من حضارة البداري التي انتهت بحلول العام 4000قبل الميلاد مع بداية مرحلة حضارية جديدة هي نقادة واحد ، كان يضم كما يظهر في الصورة اامطابقة للاصل لحظة اكتشافه اول الشخصيات المهمة و الذي نجهل اسمه بطبيعة الحال ، لكنه بلا شك كان زعيما و كاهنا بنفس الوقت للبداريين في اوج ازدهارهم ،
يكشف هذا ما وجد معه وحول جسده من حلي و اثاث
جنزي ، لقد وضع الزعيم المجهول هذا داخل قبر بيضوي كما يظهر بالصورة
ليماثل شكل البيضة ،رمزا لبعثه الوشيك، ناءما علي حصيرة مدعمة بعصي علي
جوانبها لتكون نموذجا مبكرا من السرير الجناءزي، بشعر اسود كما تصفه السيدة
جيرترود تومبسون، حول يده اليمني سوار من قواقع البحر الاحمر ،وحول معصمه
الايسر سلسلة من الجلد يتدلي منها ححر اخضر لامع شبه كريم،و حول وحول وسطه
حزام يتصل بفرو فهد او نمر ربما كان ملتفا علي ظهره وحتي فخذيه يشبه الزي
الذي المميز للكهنة المصنوع من جلد الفهود ،و حوله بقايا اقنشة و زفات
عديدة من طبقات الحصير ، وحول وسطه وفوق الفرو كان هناك كمية عظيمة من
الخرز المزجج في يشكل طوقا من لفات عديدة حول وسطه ، هذه الخرزات اامزججة
هي اقدم دليل علي اختراع الفيانس المصري و اقدم مادة زجاجية تم صنعها .
في هذا العصر ظهر التحنيط و استخدام النحاس والذهب و جلب الفيروز من سيناء، و صنعت فازات بديعة من العاج ،وكانت هناك وحدة ثقافية بكل صعيد مصر من اسيوط وحتي اسوان ،اذ انتشرت ثقافة البداري بمناطق دندرة و ارمنت جنوب الاقصر و الكاب و نخن ، وكانت هذه المرحلة هي الاساس لظهور الممالك المصرية في مرحلة نقادة التي تلتها.