التمائم والحلى في مصر القديمة
اعتنقت الديانة المصرية القديمة فكرة أن بعض أنواع الحلي له قيمة سحرية تحفظه وتبعد الشرور عن الجسد سواء الحي او الذي بالعالم الاخر(الميت) ومومياة وتوقف تأثير السحر ضده مثل التمائم التي تعطي حاملها قوة وبركة وحسن طالع وحظا سعيدة حسب عقيدته التي يعتقدها ولذلك فان الحلي لها قوة التميمة السحرية.
وتطورت فكرة لبس الحلي بعد ذلك حتى أصبحت تستعمل كتميمة وأدخلت عليها العناصر الزخرفية التي تظهر جمال من يرتديها واستمدت الحلي موادها وأشكالها و رموزها من البيئة المصرية.
فكان هناك حلي تستعمل للتزين في الحياة اليومية واخرى تستعمل كتميمة للحراسة والحماية وعادتا ما كانت تصنع من الذهب وترصع بأحجار شبة كريمة وتزود بمشابك أومحابس أو بسلك ذهب أو خيوط رفيعة.
وهناك من الحلي ما يستخدم كتمائم للتزين والحماية في العالم الآخر، ولها أغراض سحرية لحماية من يلبسها في العالم الآخر وحماية جسده من كل الشرور. وكانت تعد وتصنع من خامات غير ثمينة مثل الخشب المذهب والجص المذهب أو الحجر والقيشاني أو من العظم والعاج وحتى من الطين.
ولم يمكن لبس هذه الحلي في الحياة الدنيا لثقلها وسهولة كسرها ولعدم تناسبها وملامتها للحياة اليومية وكانت توضع على الجثة وليس لها مشابك وفي بعض الأحيان يصعب تحديد نوع الحلي أن كان للأحياء أو كان للحياة الأخرى ولذلك فأنه يستعان بالرسوم الموجودة للحلي على توابيت عصر الدولة الوسطي حيث نجد أن ما رسم عليها كان بديلا عن الحلي الجنائزي الحقيقي والذي كان يرسم ليبقي أبدا مادام التابوت باقيا أو كان يرسم خوفا من سرقة الحلي الحقيقية أن كانت موجودة بالفعل.
التمائم ورموزها ومعانيها
كانت التمائم ترتدي بغرض الحماية وإبطال فعل السحر والأخطار غير المتوقعة وكانت تستخدم أيضا لدفع الشر وأعمال السحر كما كانت تمد حاملها بالقوة والحظ السعيد والبركة فلذلك كانت التميمة تصنع على هيئة أشكال الأرباب أو الرموز المقدسة وكانت تعرف في اللغة المصرية باسم (وجا) التي تعني الشفاء أو (مكت حعو) حامية الجسد أو (سا) وتعني الحماية أو نختو وتعني تميمة ويمكن أن تأخذ التميمة شكل ثعبان الكوبرا لتمد الحماية لمن يحملها أو من يضعها في قطعة من الحلي.وكانت التميمة على شكل جعران تضمن لحاملها بعثا جديد وتساعده على تجديد شبابه وتمده بالسعادة خاصة إذا كانت مصنوعة من حجر أو قيشاني أخضر أو أزرق أو بني.
وقد ذكر في إحدى البرديات التي توجد في متحف برلين الآن أن ورقة شجر الجمبيز تحوي أشياء نافعة وان من لدية معدن الفضة يشفي ويمتلك الثروة ويمكن أن تمد التميمة حماية ناجحة لو قرأ عليها تعويذة ويستمر مفعولها ساريا لو كتبت التعويذة على التميمة .
وقد تستعمل التمائم أيضا لإيقاف الإصابات الجسدية أو الأخطار غير المتوقعة أو ما لا يمكن اتقائها وكانت الحيوانات تزود بتمائم أيضا لحمايتها أو لزيادة خصوبتها وكانت تميمة الإصبعين المصنوعة من حجر الأوبسيديان تساعد على إيقاف فعل السحر الشرير.
أما تميمة مسند الرأس (ورس) فكان لها تعويذة خاصة من كتاب الموتى (رقم 166) والتي كانت تساعد في حفظ اتصال الرأس بالجسد.
وتعد تميمة عمود الجد حامية الجسد تعطية صفة الدوام والقوة (الفصل 155 من كتاب الموتى) في حين كانت تميمة الذراعين المرتفعتين (كا) تضمن وجود القرين بالقرب من صاحبة ليتقبل القربان أما تميمة ساق البردي (واج) فكانت تزود من يحتفظ بها بالنضارة الجسدية وكانت ترمز لقوة الشباب وحيويته.
إما العين المقدسة (وجات) فكانت تضمن سلامة الجسد وتمده بالحماية ضد العين الشريرة والسحر (الفصل 167 من كتاب الموت).
وكان الخاتم (شن) يصنع دائرة سحرية (تحويطة) حول الأصبع لحمايته من الكسر ويمد من يلبسه بقوة في حين يقوم الصولجان (واس) بضمان رخاء من يحمله وعقدة ايزيس (تيت) كانت تساعد على حل المشاكل الخاصة بالحب وتميمة (المنيت) والتي صنعت من الخرز أو تستعمل أحيانا كمعادل ثقل للقلائد تمد حاملها بقوة التحمل والسكينة وكانت رمزا للخصوبة والمساعدة في الولادة والرضاعة لارتباطها بالربة حتحور.
وقد تعطي تميمة علامة (نفر) الشباب الأبدي والجمال أما تميمة القلب فكانت نرمز للمعرفة والقوة للمقدرة على التنفس مرة أخري.
أما علامة (سما) فكانت ترمز للوحدة بين أجزاء الجسد المختلفة وتمائم التيجان (الأبيض والأحمر) كانت تمد الملك أو الموظف بالسلطة والقوة في حين ساعدت تميمة مخلب الطائر في الدفاع عن النفس.