اتفاقية سايكس بيكو واثرها في مستقبل العرب:
كانت الدول الاوربية, بريطانيا
وفرنسا وروسيا, تسعى منذ القرن التاسع عشر , على الاقل لاقتسام ممتلكات
الدولة العثمانية. وقد شجع دخول الدولة العثمانية الحرب العالمية الاولى الى جانب
المانيا وامبراطورية النمسا والمجر, تلك الدول لتحقيق مطامعها في اراضي الدولة
العثمانية. فجددت روسيا مطامعها بالسيطرة على اسطنبول ومضيقي البسفور والدردنيل, فيما طالبت فرنسا ببلاد
الشام, وبدأت بريطانيا تزيد من خططها لضمان مصالحها التقليدية في المنطقة.
مفاوضات سايكس بيكو وتاريخ عقد الاتفاقية
ولتحقيق تلك الاهداف والاطماع بدات في اذار 1915, مفاوضات تمهيدية فيما
بينها بهذا الشأن, واستمرت تلك المفاوضات مايقارب العام, حتى اسفرت عن عقد
اتفاقية, سايكس – بيكو, نسبة الى كل من المندوبين السياسيين السير مارك سايكس عن الجانب
البريطاني, والمسيو جورج
بيكو عن الجانب الفرنسي, وتم التوقيع على الاتفاقية رسميا في 16 ايار 1916 واحتفظت كل دولة بموجبها بما ياتي وقد
لونت الاقطار العربية بالالوان لكل دولة :
تقسيم المنطقة العربية طبقا لاتفاقية سايكس بيكو
أ- المنطقة الزرقاء تكون لفرنسا
وتشمل القسم الاعظم من بلاد الشام( سوريا ولبنان) وبحصة من جنوب الاناضول ومنطقة
الموصل في العراق.
ب- المنطقة الحمراء
تكون لبريطانيا وتتالف من شريط يمتد من اقصى جنوب سوريا عبر العراق اذ يشمل ولايتي
بغداد والبصرة وكل المنطقة الواقعة بين الخليج العربي والمنطقة المخصصة لفرنسا وهي
تضم ايضا مينائي حيفا وعكا مع جزء صغير من المنطقة الداخلية.
ج- المنطقة البنية وتشمل فلسطين وتم الاتفاق
بان تبقى تحت الاشراف الدولي الخاص.
د- اما روسيا فقد فضلت ان تكون ارمينيا
كلها ومضيقي البسفور والدردنيل لها.
مشكلة فلسطين واتفاقية سايكس بيكو
بعد سلسلة مداخلات بين بريطانيا وفرنسا, خاصة بعد الصراع بين الدول الثلاث
حول ادارة فلسطين
وشؤونها مع اهتمام بريطانيا بادارة فلسطين ضمن مخطط استعماري وبالتعاون مع الحركة
الصهيونية لانشاء دولة يهودية في فلسطين لتكون خليفة لبريطانيا وعلى مقربة من مصر
وقناة السويس , ولعدم قيام دولة عربية في سوريا والعراق.
اثر اتفاقية سايكس بيكو على الوطن العربى
كانت اتفاقية سايكس
بيكو مثالا صارخا على مكر وخداع وجشع الدول الكبرى اذ ادت دورا خطيرا في
تدمير صورة المستقبل العربي الذي كافح من اجله العرب في الوحدة والاستقلال
وتلاعبها بمقدرات الشعب العربي
ان الخطورة لاتكمن فيما حققته اتفاقية
سايكس- بيكو في حينها من مكاسب استعمارية وخطيرة في مستقبل الوطن العربي حيث تحول
الى اجزاء متناثرة واصبح التمزق والقطرية ظاهرة موجودة بين اقطار الامة الواحدة.
ظلت اتفاقية سايكس- بيكو امرا سريا حتى تم
كشف بنودها من قبل زعماء الثورة الروسية في تشرين الثاني 1917, وكان ذلك فضيحة
بالنسبة لبريطانيا وفرنسا