-->
U3F1ZWV6ZTk3MjM4ODc4MDVfQWN0aXZhdGlvbjExMDE1ODIzNTYyNw==
recent
أخبار ساخنة

قصر نبوخذ نصر الكبير


قصر نبوخذ نصر الكبير

قصر نبوخذ نصر الكبير

 

لنبوخذ نصر قصر كبير يحتوي على عدة قلاع، وتتوسطه قلعة كبيرة مميزة اختارها لنفسه أطلق عليها علماء الآثار (قصر القلعة الرئيسية). لتمييز أقسام القصر الكبير. تم تشييد القصر بمواد أفضل من المواد التي استخدمت في بناء القلعة الجنوبية الفخمة.

قال نبوخذ نصر: (لم يكن قصري في بابل كافياً لتحفي الملكية، ولأن قلبي مفعم بالإجلال والرهبة لربي مردوخ، لذا فإنني لم أغير شارع مدينتي المأمونة التي أحبها، بسبب توسيع مقري الملكي، ولم اهدم معبدها المقدس، ولم أردم قناتها، وقد أخذت بنظر الاعتبار الطول والعرض عند تشييد مقر إقامتي الجديد لحماية سور بابل على مسافة 490 ذراعاً بجانب نيمتي إيليل، وقمت بتشييد سدين كبيرين من سدود الشواطئ من الإسفلت والآجر المحروق، وحصن بعلو الجبل؛ وأقمت بينها مبنى من الآجر المحروق وفوقه قلعة لحضرة جلالتي من الإسفلت والآجر المحروق بارتفاع شاهق).

إذن يقع القصر في الشمال خارج نطاق قلب المدينة (مدينة بابل) وتحمي الأسوار المدينة من هجمات الأعداء..
وكان نبوخذ نصر والملوك اللاحقون يضعون فوقه شعارات النصر والنصب وما شابه ذلك.. وكان المدخل من جهة الشرق، آتياً من الساحة الكبيرة المكشوفة وهو يقع بين القصر وسور شارع الموكب.. وهناك قسمان خلف بعضهما ولكل قسم فناءٌ كبير يقع، كما هي العادة، أمام القاعة الرئيسية في الجنوب، وبين الفناءين يقع مبنى البوابة الذي يربطهما ببعضهما بقاعة كبيرة أمامية وأخرى صغيرة خلفية، تماماً على نفس المدخل الرئيسي الشرقي، وتمتد صفوف الغرف الصغيرة العديدة والأروقة هنا وهناك. ولا توجد بيوت قائمة بذاتها كتلك القائمة في القلعة الجنوبية حيث إنها تدل على وجود عدد كبير من مجمعات الدور السكنية المستقلة بوجه أو بآخر
.
وقد جرت على المخطط الأساسي أثناء البناء تغييرات صغيرة هنا وهناك وتحريك للأسوار.. فاعتباراً من مستوى سطح الشرفة الأساس، الذي كانت تنتصب فوقه أسوار القصر، كانت كل القاعات والأفنية مؤزرة بجدران من كسر الآجر و الكلس، على نمط أسوار الشرفة، مما هيأ القاعدة الصلبة اللازمة لأي سور جديد أو للجزء الممتد أمامه وعلى أي ارتفاع مطلوب.
وكان نبوخذ نصر يفتخر بصورة خاصة بسرعة انجاز هذا المبنى بمدة خسمه عشر يوماً مما يدل على النشاط المستمر والمنتظم، وان كماً هائلاً من العمال قد استخدموا للعمل متراصين جنباً إلى جنب بحيث كان على كل متر مربع عامل واحد ولابد أن المهندسين آنذاك لديهم من الخبرة والممارسة الكافية للتعامل مع تلك الظروف
حضارة بابل

ولا زال المبنى شاخصاً حتى اليوم إلى ارتفاع (+15.) متراً ولا تبدو عليه آثار البناء السريع..
ويبدو أن البابليين لم يعتمدوا على الإسفلت وحده لمنع الرطوبة وقد استعيض على هذا الإسفلت بالطين بعرض (10 سم) تحت سطح شرفة الأسس عند الحافة ـ وهذا يمنع تسرب الرطوبة ـ .
أما المناطق القريبة من المياه الجوفية المعرضة لتأثيرها المخرب استخدم الإسفلت في البناء بعد رفع درجة حرارته بشدة بحيث يلتصق دائماً ليس بأحجار آجر السفلية فحسب، بل بالعلوية كذلك، التصاقاً شديداً، وهو من القوة بمكان بحيث لا يمكننا حتى يومنا هذا فصل حجر عن حجر دون أن يتكسر الحجران.

(مسقط افقى يوضح بقايا قصر نبوخذ نصر)

الوصف التفصيلى للقصر



المدخل الشرقي



تقع البوابة الرئيسية التي عرضها 4.15 متراً في وسط الجبهة الشرقية تقريباً.. وعرض السور الأمامي لباحة المدخل 3.52 متراً.
ويمتد شريط عرضه متر واحد بمحاذاة الجبهة الشرقية. ويفصل هذا الشريط عن سور الشرفة شقٌ متعرج،.
ونلاحظ أيضاً عند مبنى بوابة القلعة الجنوبية بين الفناء الأوسط والفناء الرئيسي سوراً مرصوفاً إلى الجدار كان يقوم عليه سلمٌ، على ما يبدو، يرقى إلى السطح ويمكن للمرء ان يصل من الحجرة الأمامية الكبيرة إلى الحجرة الوسطية الصغيرة للبوابة بعد اختراق الباب الكبير، ويبلغ طول الحجرة الوسطية 7.33 متراً فقط..
ويقوم ممر عرضه 2.72 متراً جنوب مبنى البوابة، ويمثل هذا الممر همزة الوصل من الفناء إلى مجموعة الحجرات الجنوبية الشرقية والمتبقي عند باب الفناء هو الواجهة الشمالية بعرض (2.10م) والواجهة الجنوبية بعرض 2.82 متراً، ومن هذا الممر ينطلق ممران آخران متساويان عرض كل واحد منهما 2.72 متراً نحو الجنوب.



الركن الجنوبي الشرقي:

نرى ان سور القصر يقترب بشكل متدرج من السور الجنوبي المحاذي والقائم جنباً إلى جنب معه، وتسير خطوط هذا السور الجنوبي، كما هي الحال في القلعة الرئيسية، من الشمال نحو الجنوب ومن الشرق نحو الغرب.. (17)

الفناء الشرقي



ظهرت أسس الفناء في الجزء الغربي، وهي ممتدة على شكل أحزمة بعرض 3 أمتار وسمكها متران على اقل تقدير، ويبلغ طول هذه الكتل المكونة من كسر الآجر الصفراء المبنية بملاط الكلس الأبيض 7.5 متراً تقريباً.
أما المتبقي من السور الأمامي للقاعة عند الجانب الجنوبي للفناء في الشرق والغرب بعرض 12 حجراً = 4.16 متراً.
.
ولم يجر تنقيب السور الجنوبي والسور الغربي، إلاّ ان هناك بعض أحجار من السور الجنوبي في جزئه الشرقي تدلنا على مكانة بالتقريب، ويتحدد مكان السور الغربي أيضاً تقريباً من خلال الحجرة الغربية المجاورة، والتي لا تترك مجال اتساع مهم لسورها الشرقي
مبنى البوابة بين الفناء الشرقي والغربي

يتكون المجمّع بشكل عام من حجرة مدخل كبيرة، وحجرة مخرج صغيرة، والسور الأمامي للحجرة الكبيرة عرضه (6) أحجار = 2.16 متراً.
ولسور الشمال بابان يؤدي احدهما إلى غرفة صغيرة، مساحتها متران مربعان ولها ثلاثة أبواب، أحد هذه الأبواب يؤدي على اليسار إلى حجرة صغيرة متصلة بحجرة البوابة وهذه بدورها تؤدي إلى حجرة أخرى يبدو انها لم يكن لها أي مدخل آخر؛ ولم يبق من سورها الجنوبي أي شيء، اما الباب الثاني للحجرة الصغيرة فانه يؤدي بدوره باستقامة إلى حجيرة أخرى ذات ثلاثة أبواب، ولتلك الحجيرة مدخل يؤدي إلى الفناء ومدخل آخر شمالي تصب في حجرة ذات ثلاثة أبواب، ومن هذه الحجرة يمكننا الولوج يساراً إلى حجرة بقيت جدرانها حتى مستوى الباب.
والأختام الموجودة على الجدران هي أختام نبوخذ نصر ذات الأسطر السبعة المحفورة بقوة، ونجد قطع آجر بختم الثلاث اسطر عند الأعمدة بجانب الغرفة الصغيرة في أقصى الشمال...
لقد قام الناهبون في هذه المنطقة بخلخلة كل الأسوار، لذا فإنها غير منتظمة في خطوط امتدادها وأغلبها متداع.
وقد قطعت أجزاء كثيرة من حجرة المخرج في مبنى البوابة.. والأجزاء المتبقية هي من السور الجنوبي والغربي..
وقد نال الخراب بشدة الحجرة الواقعة جنوبي غرفة المدخل، ولم يبق منها إلا الركن الشمالي الغربي، وعلى أي حال فقد كان ممراً قصيراً يمتد منها نحو الجنوب ويؤدي إلى الحجرة الثانوية للقاعة عند الفناء الشرقي.

الفناء الغربي



طوله من الشمال نحو الجنوب 35 متراً، ومن الشرق إلى الغرب 33 حتى 34 متراً..
وبقيت مواضع كثيرة من سطح شرفة القصر العلوية بحالة جيدة بالرغم من الدمار والتشويه الذي لحق ببدن السور من جراء أنفاق النهب المنتشرة فيه هنا وهناك دون أي نظام.
ومستوى علو الشرفة هو عند +7.63، أما مستواه في المواقع التي يمتد تحتها السور الذي سمكه 17 متراً وتصل حافته العليا إلى ارتفاع 6.80 متراً، فهو عند 8.05 متراً.

قاعة الفناء الغربي



القاعة هنا عبارة عن حجرة مستعرضة بسيطة، تحتوي ركناً مستوياً مقابل الباب وهو المكان الذي كان يخصص لتمثال أو لسرير الراحة.
فكما يظهر أولاً في غرب القلعة ان القاعة مضاعفة وثانياً ان كلا هاتين الحجرتين موسعتان على الجانبين الضيقين بغرفة ثانوية، إضافة إلى ان ركن العرش الذي كان منبسطاً أصلاً قد تم توسيعه إلى حجرة خلفية مربعة.
وللمرء أن لا يصدق بان أعمدة جدران كهذه بعيدة عن بعضها البعض بهذا القدر لم تكن تحمل إلا طاقاً كبيراً واحداً أو انه كانت بينها أعمدة مستقلة أو عُمد مرتبة. إلا ان الجدران القائمة بين الأعمدة في القاعة الوسطية باقية على علوها بصورة لا يتطرق إليها الشك بحيث يضطر المرءُ إلى نبذ الفكرة الأخيرة بصورة قاطعة. ولا يُعقل قطعاً من الناحية المنهجية أن تكون لكل المخططات الرئيسية مع كل أعمدة الأبواب والتفاصيل الأخرى لكل المباني البابلية جذوراً عميقة واضحة المعالم في طبقات الأسس..
ولا زال جزء من الواجهة الغربية للسور الأمامي للقاعة قائماً، اما الواجهة الشرقية فقد بقيت آثار لها في طبقات الآجر السفلى.
وتمتد قناة تصريف على طول السور. وتتغير أقيام أحجار الآجر المستعرضة والرابطة (الانصاف والكاملة) عند الأركان والمحاور وشقوق الحل والشد في الجدران منتظمة جداً إلا ان قطعة آجر مربعة في بداية الساف تغير نمط الانتظام وهي تتكرر في كل المسافات المرصوفة فوق بعضها كنتيجة لوجود تلك القطعة الآجرية التي كانت ضرورية لغلق قناة التصريف. (18)
وسمك السور البالغ 1.75 مراً يحتوي هو نفسه أيضاً على خمسة احجر وقطعة ترقيع وبهذا يبدو الأمر وكأن المعمار أراد أن يجعل الأحجار الخمسة بقدر 2/4.1 ذراعاً..


الغرف الجنوبية الغربية في الصالات عند الفناء الغربي


يبلغ عرض الباب الذي يوجد في ركن الغرفة الجانبية 3.33 متراً، وهو بدوره يؤدي إلى ممر متجه نحو الجنوب وتوجد فيه ثلاثة أبواب..
وهناك مدخل عريض يؤدي إلى الغرفة الجانبية للصالة المتوسطة وباتجاه الغرب، ولابد ان الملك نفسه كان يستخدم هذا المدخل للوصول إلى الصالة المتوسطة قادماً من الأقسام الغربية لقصره.
ومما يتضح ان القصور البابلية تحتوي على عدد هائل من الممرات والأبواب وليس من اليسير تفسير كثرة الأبواب بأنها كانت تستخدم كستر، بل للضرورة التي تحتم على البابليين توفير اتصال مدهش ذي أطراف متعددة بين مختلف غرف القصر، وفي نفس الوقت فتح المجال لتوحيد أي عدد من تلك الغرف إلى مجمّعات وقتية عند الحاجة.
وينتهي الممر الرئيسي إلى غرفة كبيرة تقع غرباً وتحتوي هذه الغرفة على غرفة أمامية صغيرة.. ويقوم باب في الشرق عرضه 2.10 م يحتمل انه يؤدي إلى فناء صغير لم يبق منه إلا القليل وهناك باب أصغر في الجنوب.

الجهة الشمالية للفناء الغربي



وكانت الجهة الشمالية للفناء تتكون من سور رقيق بعرض خمسة أحجار أي 1.75م مع باب عرضه 3.10 م.. ويحتوي على غرف متناثرة وممرات.
أمّا السور المحيط بالشرفة لم يكن جزءاً من مبنى القصر الأصلي والذي كان عرضه 2.75م وهذا السور يحتوي على غرفة ضيقة جداً يتعذر توضيح سبب وجودها في هذا الموضع.

السور المحيط بشرفة القصر



الركن الشمالي الشرقي للسور الخارجي أكثر ارتفاعاً ، 13.63 متراً، من سطح الشرفة (7.76 متراً) وقطع آجرها محمرة، ويبلغ سمك السور الشمالي 4.65 متراً وهو أقوى من السور الأمامي الشرقي، وتلتحم بالسور شمالاً بقايا جدران يعود إلى الشرفة الخارجية.
إلا انه بعد تسوير المكان ثبت بان أرضية القصر ذاتها كانت في نفس مستوى القصر عند بوابة عشتار آنذاك وهو الشارع الكبير المبلط بالحجارة.
ويبلغ ارتفاع السور 10.56 متراً، وسنشاهد على واجهته الخارجية وبعلو مستوى الشرفة جزءاً أساس سمكه 1.2 حجر والذي يظهر هنا وهناك على جهة الغرب.
ويوجد على سطح الأجزاء العلوية من الخارج طبقات من الحلفا المغروسة في الاسفلت في شقوق الشد والحل، وعليها أختام ذات ثلاثة اسطر حادة، ومن الداخل يوجد ملاط كلس رمادي غامق والأختام ذات أربعة اسطر.
وعلى بعد (132.20 متراً) تقع الجبهة الغربية للمبنى الأول لشرفة القصر، وعلى بعد 47.75متراً = 94 ذراعاً تقع الجبهة الغربية للمبنى الثاني. ويقع السور المحيط في المنتصف وهو مكشوف.
وهناك حوض ماء مربع وهو بحالة أفضل وأكثر نظاماً ومشيد بالاسفلت ويلتحم مستقلاً بمبنى الشرفة.
وكانت تقوم على بعد متر واحد جدران يبلغ سمكها 1.90 متراً ولكنها تعرضت للنهب بصورة تامة.
ويلاحظ ان مساحة الغرفة المتوسطة ضيقة جداً نسبة إلى عرض الباب البالغ 1.75 متراً وسمك السور.) سور الحصن وسمكه 17 متراً

مباني الحصن حول القلعة الرئيسية


تبين أثناء التنقيب في القلعة الرئيسية بأن هناك سوراً سمكه 17 متراً تحت سور الشرفة، يسير خط امتداده موازياً لمسار امكور ـ ايليل ونيميتي ـ ايليل، ويتصل هذا السور في الشرق منعطفاً نحو الجنوب عند شرفة الحصن في بوابة عشتار.
ويوجد مدخل في السور عرضه 2.10 متراً، والظاهر أن هذا المدخل العميق لم يستخدم أبداً لأنه غُمر ببدن السور.


المصادر
الصيوانى محمد على ،القصر الجنوبى لنبوخذ نصر ،مجله سومر 1979
شهاب كامل علوان ،الابنيه ذات الاقبيه ،سومر
نصير محمد ،القصر الصيفى(قصه حياه نبوخذ نصر)
طه باقر ، مقدمه فى تاريخ الحضارات القديمه
الاسمبريد إلكترونيرسالة